كتاب اللغة العربية للصف السادس الفصل الاول 2020 الامارات

صديقنا البحري "الدلافين"

الدلافين من الكائنات البحرية المنتشرة فى البحار والمحيطاتّ، ويوجد بعضها فى المياة العذبة كالأنهار والبحيرات. وهى حيوانات لبونة تتغذى على الأسماك والحبار، يعيش بعضها حياة مديدة تصل إلى مئتين وخمسين سنة،لذلك تعتبر من الحيوانات المعمرة. وأنواعها متعددة، قد تتجاوز 30 نوعاً، وتمتاز أجسامها بالانسيابية، مما يسهل عليها السباحة بسرعة كبيرة.

إنها من أكثر الحيوانات البحرية ألفة للإنسان، لدرجة أنك تشعر بالسعادة والراحة النفسية عند النظر إليها؛ لأنها من الحيوانات الودودة التي تحب اللعب والمرح، فقد اشتهرت منذ القدم بإنقاذها للإنسان من الغرق. ومن الحوادث المشهورة بهذا الشأن ما حدث عام 1996 م في البحر الأحمر. فقد كان عدد من الأصدقاء يسبحون برفقة مجموعة من الدلافين، وبعد الصعود إلى الشاطئ فوجئوا بمهاجمة سمكة قرش كبيرة لأحد أصدقائهم الذي ابتعد مع الدلافين إلى وسط البحر، فما كان من الدلافين إلا أن سحبته بعيدًا إلى بر الأمان.هذه هي الدلافين بما حباها الله من خصائص وميزات جعلتها كائنات بحرية رائعة في أسلوب حياتها وتواضعها الذي لم يقف عند حدود أقرانها وبني جنسها، وإنما تجاوزه إلى عالم الإنسان.

تتمتع بحواس فريدة، فله قدرة عالية على سماع الأصوات، إذ يستطيع سماع الذبذبات الصوتية بمعدل يفوق قدرة الأنسان على السماع بعشرات المرات، كما يتمتع بقدرة فائقة على الإبصار، وبمستوى عالى من اللمس؛ ولكنة يفتقر إلى حاسة الشم. وفى حال تعرضه للخطر فإنه يصدر صوتاً كالصفير ليستنجد بالدلافين الأخرى.

والدماغ ينقسم إلى قسمين، إذ ينام جزء، ويبقى الجزء الأخر للسيطرة على عملية التنفس اللاإرادية، ومن العجيب أنها تنام وإحدى عينيها مفتوحة، ولكن لوحظ أن الدلافين التى تعيش آمنة فى البيوت عند الأسر تنام نوماً كاملاً إذ تغمض عينيها كلتيهما.

تعتمد فى تحديد الاتجاهات على الصدى، إذ يوجد فى رأسها عضو مستدير يسمى ملون ( Melon ) ، وهو مسؤول عن تحديد الاتجاهات. إنه كجهاز السونار الذى تستخدمه الغوصات والسفن، وبهذا النظام تستطيع تحديد أماكن الطعام، والجهات التى يأتى منها الخطر.

تعتبر من الكائنات الاجتماعية التي تعيش في جماعات تتكون من عشرة إلى اثني عشر دلفينًا؛ وذلك من أجل توفير الحماية والغذاء. وتتواصل مع أقرانها عن طريق الأصوات التي تطلقها بين الحين والآخر. فلقد أثبتت الدراسات العلمية أن الدلفين يقوم بإلقاء التحية على أقرانه ويناديهم بأسمائهم، كما يفعل الإنسان.

وجماعات الدلفين لها قواعد وقيم مثل البشر، منها أن أنثى الدلفين وصغارها يظلون في مركز الجماعة، وحين يصاب أحد أفراد الجماعة تظل الدلافين معه ولا تتركه أبدًا، فهي من الكائنات الوفية جدًا لأقرانها، بل اكتشف العلماء أيضًا أنها تتمتع بخصال راقية جدًا مثل الإيثار.